السبت، 7 مايو 2011

العلويون في سوريا

رجال دين ووجهاء علويون يلتمسون قنوات اتصال مع”الأخوان المسلمين” و”وجهاء سنة” في المدن الكبرى

الملتمسون يريدون “عهدة وطنية” تضمنها شخصيات وطنية متجردة مذهبيا تنص على عدم الانتقام منهم كطائفة إذا ما سقط النظام … مقابل المشاركة في الانتفاضة وعدم إبقائها محصورة في شبابها العلماني واليساري
دمشق : قالت مصادر متطابقة لـ”الحقيقة” في عدد من المحافظات والبلدات الساحلية والداخلية في سوريا ، وكذلك في العاصمة دمشق، إن وجهاء من الطائفة العلوية يبحثون عن قنوات اتصال بجماعة ” الإخوان المسلمين” ، ووجهاء ذوي ثقل اجتماعي مشاركين أو مؤثرين في القيادات المحلية للانتفاضة الشعبية في هذه المناطق ، من أجل الحصول على ما يمكن تسميته بـ”وثيقة عهد وطني” من هذه القوى تنص على عدم استهدافهم أو الانتقام منهم كطائفة إذا ما سقط النظام . وذلك مقابل اشتراكهم في الانتفاضة بشكل واسع ومكثف، وعدم بقاء مشاركتهم محصورة  ـ حتى الآن ـ في قطاع من الأوساط الشبابية العلمانية واليسارية المنحدرة من الطائفة. وبحسب مصادر”الحقيقة”، فإن هؤلاء يجدون صعوبة بالغة في تأمين مثل هذه القنوات ، إما لأسباب “لوجستية” أو لأسباب أخرى مختلفة . فعلى المستوى”اللوجستي”، هناك شبه استحالة في التواصل مع جماعة “الإخوان المسلمين” بسبب تواجد قياداتها كلها خارج سوريا ، ومن هم في الداخل لا يتمتعون بصفة تمثيلية ـ تنظيمية نظرا لأن القانون 49 يحكم بالإعدام على كل منتسب للجماعة. أما القيادات المدينية “السنية” للانتفاضة ، والشخصيات المحركة لها في المدن الأساسية ، فلم تزل “مجهولة” وترفض الإفصاح عن نفسها لأسباب أمنية معروفة ، باستثناء بعض أئمة المساجد الذين يقتصر تأثيرهم على دوائرهم المحلية . كما أن بعض الشخصيات العلمانية و / أو اليسارية المنحدرة من الطائفة العلوية ، رفض القيام بهذا الدور لأنه يرفض أساسا التعامل معه بوصفه “علويا”.
 وأكدت مصادر “الحقيقة” في ريف حماة وطرطوس وجبلة واللاذقية وحمص ، وفي بعض ضواحي دمشق ، على أن اتصالات فعلية جرت خلال الأسابيع الأخيرة بين عدد من رجال الدين العلويين والوجهاء المعروفين في الطائفة تناولت ” إمكانية بلورة موقف موحد يمثل أوسع قطاع ممكن من الطائفة يندد بممارسات النظام القمعية ، واستخدامه وحدات عسكرية ذات سمة طائفية علوية ( الحرس الجمهوري) لقمع واضطهاد أهالي درعا وغيرها ، الأمر الذي يمكن أن يقود إلى نتائج مدمرة ووخيمة على مستقبل النسيج الاجتماعي الوطني “. لكن هذه الاتصالات ، وبحسب مصادر”الحقيقة”، توقفت عند هذا الحد ، بالنظر لخشية رجال الدين والوجهاء الموما إليهم من “مرحلة ما بعد ـ الأسد” ، ومن “عدم وجود ضمانات بألا ينتقم منهم بجريرة النظام”. وقالت هذه المصادر إن الاتصالات المذكورة كشفت عن وجود “شبه إجماع في الأوساط الاجتماعية في الطائفة العلوية على الدعم الضمني للانتفاضة الشعبية ، وعلى وجوب إنهاء سلطة آل الأسد وأشياعها ومحاسيبها، ولكن هذه الأوساط تريد ضمانات موثقة ومكتوبة من القوى السياسية وشبه السياسية الإسلامية السنية ، تضمنها شخصيات وطنية مشهود لها بتجردها المذهبي ، تنص على عدم الأخذ بمنطق الثأر والانتقام من الطائفة كطائفة إذا ما سقط النظام”. وبحسب ما نقلت هذه المصادر عن هذه الأوساط ، فإن هذه الأخيرة ” لا ترى حتى الآن ما هو مشجع على هذا الصعيد في خطاب القوى السنية النافذة ، لاسيما منها القوى السياسية . حيث لا يزال خطاب هذه القوى مواربا . وزاد في الأمر سوءا أن شعارات رفعت في أكثر من تظاهرة ، وفي أكثر من مدينة ، قالت بشكل صريح : المسيحيون إلى بيروت والعلويون إلى التابوت! كما أن الأخوان المسلمين لم يتنصلوا حتى الآن من الشعارات التي رفعوها في بيان الثورة الإسلامية المسلحة مطلع الثمانينيات ، وفي أدبياتهم الأخرى ، حيث تبنوا فتوى ابن تيمية بشكل صريح ، وهي الفتوى المعروفة بتكفير العلويين وشرعنة قتلهم . كما أنه لم يسمع صوت واحد في أوساط الإسلام السياسي السني ، ولا في أي وسط معارض محسوب عليه أو حتى وسطه العلماني ، يندد بفتوى الداعية السعودي صالح اللحيدان الذي أفتى بجواز قتل ثلث الشعب السوري إذا كان ذلك يؤدي إلى سعادة الثلثين الآخرين!وإن المطلوب الآن منهم ، إذا ما كانوا جادين فعلا في استقطاب أبناء الطائفة والطوائف الإسلامية والمسيحية الأخرى ، هو إصدار مراجعة واضحة لمواقفهم خلال الثمانينيات تتضمن تعهدا لا لبس فيه بالتعامل مع أبناء هذه الطوائف بوصفهم مواطنين لا أتباع ملل ونحل”.
   لكن مصدرا خبيرا بشأن الطائفة ، كان أحد الذين حاول رجال الدين هؤلاء اللجوء إليها للتواصل مع “الأخوان المسلمين”، أبلغ “الحقيقة” بالقول ” حتى لو توفرت قنوات تواصل من هذا النوع ( مع الأوساط الاجتماعية والسياسية السنية النافذة) ، ستبقى هناك مشكلة وهي أنه ليس للطائفة العلوية مرجعية دينية أو مذهبية واحدة ، ولا مجلس ملي يمكنه اتخاذ قرارات باسم الطائفة. فرجال الدين في الطائفة  أشبه برجال الدين المتصوفة ، ولا قيمة مرجعية لهم خارج إطار بعض المناسبات والطقوس الاجتماعية أو الدينية ، كالإيفاء بالنذور أو عقود القران أو الصلاة على الموتى وقراءة القرآن خلال تشييعهم”.
   يشار إلى أن الديكتاتور الراحل حافظ الأسد وبعض ضباطه سعوا إلى إيجاد ما يشبه “مرجعية موحدة” للطائفة العلوية تشبه ” المجالس الملية” الموجودة لدى الطوائف الأخرى . لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في ذلك ، بالنظر لأن الطابع “الصوفي” للاجتهاد الجعفري ـ العلوي لا يتقبل بحد ذاته مثل هذا الأمر. وقد اقتصر نفوذ الأسد الأب في أوساط رجال الدين على بعض ضعاف النفوس منهم ، الذين يعدون على الأصابع، والذين كانوا يتلقون هبات مالية بشكل شبه دوري في “أغلفة مغلقة “ من القصر الرئاسي مباشرة ، لاسيما خلال الثمانينيات . وقد توقف هذا الأمر لاحقا.
الحقيقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النظام السوري

مما لا شك فيه أن النظام البعثي الطائفي هو من الانظمة المخابراتية القمعية الرهيبة في العالم ، وهو نظام كان وليد النظام العلماني الشيوعي الشمولي في الاتحاد السوفياتي سابقا وقد تمثل في حزب البعث العربي الاشتراكي ، وفي عام 1963 استلم البعث الحكم في سورية اثر انقلاب عسكري قام به مجموعة من العسكريين العلويين منهم حافظ الاسد وصلاح جديد ومحمد عمران وغيرهم وفي عام 1970 قام حافظ اسد بانقلاب عسكري خياني على زملائه وسجنهم وكان منهم صلاح جديد ونور الدين الاتاسي كما نكل بكل البعثيين امثال ميشل عفلق وصلاح البيطار ونفاهم خارج البلاد ، وحكم سوريا بالنار تحت مسمى قانون الطوارئ فنكل بكل الشرفاء المخالفين له وفي عام 1975 قام بحملة شعواء ضد المسلمين حيث شن حربا شعواء على جماعة الاخوان المسلمين فسجن وقتل منهم الكثير الكثير حتى كانت عام 1982 فانزل حقده الطائفي الباطني على حماة ومن ثم على طرابلس الشام فراح ضحية ذلك ما يقارب الثمانين ألف انسان من العزل فقد ضرب البلدتين بالطيران والمدافع والصواريخ ثم قام بحملات الاعتقال التاريخية عن طريق زبانيته وقتئذ اللواء علي دوبا ورفعت الاسد ومحمد الخولي هشام بختيار ومصطفى التاجر ومحمد سليمان وكلهم على رؤوس الاجهزة الامينة المختلفة التي قامت باعمال لا يصدقها عقل الى جانب الحرس الجمهوري وسرايا الدفاع والقوات الخاصة مما جعل سوريا تقبع تحت قوة الاستخبارات سنين طوال .حتى عام 2000 وبعد أن عاقبه الله بابنه باسل الذي كان يعده لاستلام الحكم في سوريا ، الا ان القدر مانعه فما كان منه ألا أن جهز لابنه بشار الطبيب المتدرب في بريطانية وبعد موت حافظ اسد قامت الانظمة الامنية وبالقوة والنار بتغيير الدستور الخاص بسوريا مما أدى الى وصلو بشار للسلطة ومن ثم وصول ماهر الى قيادة الحرس الجمهوري ومن ثم وصول اصف شوكت زوج بشرى اخت بشار الى راس الهرم في الاجهزة الامينة ومن ثم راحوا يسعون فساد وخرابا ودمارا في البلد .

يتبع .......